أنا محتاج إليك!!
تخيل لو أن شخصا ما قال لك "أنا محتاج
إليك" ، وعندما قالها أحسست بصدق طلبه وخالص رغبته . فهو فعلا محتاج إليك
يطلب منك أن تأخذ بيده .. تشد من أزره .. تعيره سمعك .. تفتح له قلبك .. تُعمل له
فكرك .. تبذل له وقتك .. فيا ترى ماذا سيكون ردك؟!
أكاد أجزم أن الجميع – إلا ما ندر – لن يستطيع
أن يقاوم سحر هذه الكلمات وسيسعى في الحال للاستجابة لهذا الطلب الصادق بكل ما
أُوتي من قوة .. فالمشغول سيجد الوقت وإن كان على سبيل راحته .. والضعيف سيجد
القوة وإن كان في الأصل لا يمتلكها. فالنفس البشرية جُبلت على حب الخير وحب
المساعدة .. جبلت على أخلاق النخوة والشهامة.
تخيل لو أن المعلم قال لطلبته "المستقبل
محتاج لكم!!"
تخيل لو أن الطلبة قالوا لمعلمهم "نحن
محتاجون لعلمك وتفانيك ورأفتك!!"
تخيل لو قال المجتمع للعالِم "نحن محتاجون
لفكرك وعقلك!!"
تخيل لو قال العالِم للتاجر "أنا محتاج
لدعمك ومساندتك!!"
تخيل لو قال الأباء لأبنائهم "نحن محتاجون
لكم" بدلا من "الله لا يحوجنا لكم"
تخيل لو قال الأبناء لأبائهم "نحن نحتاج
حبكم ودعمكم وإنصاتكم"
تخيل لو قال الزوج لزوجته "أنا محتاج
لصبرك وتفهمك"
تخيل لو قالت الزوجة لزوجها "أنا محتاجة
لتقديرك واحترامك"
تخيل لو قال الوطن لأبنائه "أنا محتاج لكم
.. فمستقبلي بدونكم مظلم .. وساعدي دون سواعدكم ضعيف .. وسيري دون طاقتكم بطيء...."
يا ترى كيف سيكون الحال عندها؟!
بالطبع سيكون المجتمع مجتمعا يشدُّ بعضه بعضا
.. إذا تعبت أنت فسأسندك أنا وإذا تعبت أنا فستكون أنت السند لي .. سيكون المجتمع
كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم "كالبنيان المرصوص" .. بناء شامخا
صلبا لا ثغرة في صفوفه ولا جفوة بين أفراده .
للنفوس البشرية مفاتيح وعبارة "أنا محتاج
إليك" أحدها ولكن لن يعمل هذا المفتاح ما يتوقع منه إلا إذا شعرت هذه النفوس
بصدق في المقال وشفافية في التعامل ومحبة خالصة في القلب .
ولا نستهين بعد اليوم بجملة قصيرة تتكون من
ثلاث كلمات ، فقد تكون هذه الجملة المتواضعة الحنونة المخلصة سببا في حل مشاكل
ظُنَّ أنها مستعصية الحل .
No comments:
Post a Comment