هل تحتاج إليّ ؟!
قادني
مقالي السابق وردود الأشخاص لمزيد من التأمل والتساؤل فأطلقت لفكري عنان التخيل..
تخيل
لو أنك كنت شخصا أثقلتك الأعباء حتى كلّت ذراعاك وأنت تحملها وانحنى ظهرك تحت
وطأتها فلم تعد تذق للحياة طعم .. حتى الابتسامة تبذل الجهد الجهيد لإخراجها فتخرج
متعبة حزينة..
وقفت
تتلفت وتنظر من حولك تترقب من يعين..تدعو الله أن يرزقك بأخ كما رزق موسى عليه
السلام بأخيه هارون لتشدد به أزرك..
عندها
رأيت إنسانا ما يمكن أن يعينك ولكن لم تتعود يوما ما على الطلب أو خشيت أن تثقل
عليه أو تحرجه بسؤالك..
في
تلك اللحظة حادثت نفسك ووبختها وصبّرتها وجبرتها على تحمل المزيد وأمرتها أن تتوقف
عن تسلية حالها بأمل قدوم المعين.. استعنت على الشقاء بالله وفوضت أمرك لله وحثثت
نفسك على إكمال المسير..
تخيل
لو في هذه اللحظة فاجأك ذلك الإنسان بسؤاله لك "هل تحتاج إليّ؟"
وإن
كان قلبك المتعب سيبدأ بالابتهاج إلا إنه من الطبيعي ستعتذر بلطف وترجع نفسك من
أرض الأحلام لأرض الواقع بعد سعادة لحظات..
ولكن
تخيل لو أن هذا الإنسان لم يكترث بردك اللطيف وقال سأقوم عنك بفعل كذا وكذا ولم
يترك لك حتى فرصة للرد.. فتتلعثم عباراتك بالامتنان ولا تدري كيف ستكافئ ذلك
الإنسان.. فتشعر عندها أن ذراعاك الكلّة أصبح لديها قوة جديدة لم تدري أنك كنت
تمتلكها وظهرك المنحني بدأ يستقيم والأثقال التي كانت عليه أصبح وزنها كوزن الريشة
وابتسامتك بدأت تتلون بألوان السعادة..
أما
صاحب الجميل من قال لك "هل تحتاج إليّ؟ " والذي ظننت أنك سترهقه تركك
وهو سعيد فرح مثلك لأنه تذكر قول رسولنا صلى الله عليه وسلم المبعث رحمة للعالمين
: " لأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في مسجدي شهرا" وقال
أيضا : "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" أو كما قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
عندما
تجد الجرأة على قول "أنا محتاج إليك" تذكر أن هناك من يستعفف عن الطلب
وينتظر منك بتلهف أن تبادره بقول "هل تحتاج إلي؟"
ولكن
لا تنسى.. يجب أن لا تنتظر الرد.
No comments:
Post a Comment