Thursday, March 12, 2015



هل يبعث جسم الإنسان طاقة؟ هل له هالة؟ حقيقة أم مغالطة؟
أ. سعاد السقاف و د. ريم الطويرقي – قسم الفيزياء – جامعة الملك عبدالعزيز
_______________________________________________________________
بين العلوم الحقيقية والعلوم الزائفة وفي غياب الحدود الواضحة بينهما لعامة الناس، تطفو الكثير من الأمور المشتبهة ويتبناها البعض على حساب البعض الآخر. في هذا المقال سنتطرق لأحد هذه الأمور وسنحاول من خلاله الإجابة على سؤالين:
السؤال الأول: هل جسم الإنسان يبعث طاقة؟
السؤال الثاني: هل للإنسان هالة؟ وهل تم تصويرها؟

هل جسم الإنسان يبعث "طاقة"؟ 
معنى الطاقة فيزيائيا، بتعريفها المبسط، هي القدرة على القيام بشغل ما، وهذا التعريف يتوافق مع ما جاء في القرآن الكريم حيث ذُكرت كلمة "طاقة" مرتين في سورة البقرة. ويمكن أن توجد الطاقة بأشكال مختلفة، مثلا ميكانيكية أو كيميائية أو كهربائية أو مغناطيسية أو إشعاعية أو نووية، وغيرها من الأنواع. 
من الحقائق العلمية أن جسم الإنسان وأي جسم آخر طالما له درجة حرارة – أي أعلى من الصفر المطلق والذي يقابل 273.15 تحت الصفر درجة مئوية- فإنه يمتص ويبعث أشعة كهرومغناطيسية، إذا لنقتصر الحديث على الطاقة الإشعاعية لأنها الموجودة في الموجات الكهرومغناطيسية. 
تخزن الأشعة الكهرومغناطيسية الطاقة في مجاليها الكهربائي والمغناطيسي، وعندما يمتص جسم الإنسان إشعاع كهرومغناطيسي سواء من الطيف المرئي (أي ألوان الطيف التي يمكن أن نراها) أو أي طيف آخر غير مرئي (لا يمكن رؤيته مثل الأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية أو المايكروويف الخ) فإنه يمتص طاقة، تتسبب هذه الطاقة في إثارة الذرات المكونة للجسم، تنتقل الالكترونات داخل الذرات من المستوى الأرضي إلى مستوى أعلى، وعند عودتها للمستوى الأرضي تطلق فوتونات بترددات تقع  ضمن جزء من طيف الأشعة تحت الحمراء يعرف بالأشعة الحرارية، وتسمى الحرارية لأن ترددها يتوافق مع التردد الطبيعي للجزيئات في معظم المواد فيتذبذب الجزيء بأكمله فتكثر التصادمات بينها مما يسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم، ونتلمس هذه الأشعة الحرارية بسخونة جلد الإنسان.

 إذا جسم الإنسان يبعث أشعة حرارية فهل لهذه الأشعة أي دلالة؟ وهل يمكن رصدها وتصويرها؟
يتناسب مقدار هذه الأشعة الحرارية مع ثلاثة عوامل: درجة حرارة الأجسام، مساحتها وخصائصها الفيزيائية. عند درجات الحرارة المنخفضة فإن الجسم يبعث موجات كهرومغناطيسية غير مرئية في المدى تحت الأحمر، وعند ارتفاع درجة حرارة الجسم لدرجات عالية، يبعث الجسم أشعة بترددات أعلى من الأشعة تحت الحمراء ويمكن أن تصل لنطاق الطيف المرئي كما يحدث في الشمس (درجة حرارة سطح الشمس 5500 درجة مئوية). مثال على ذلك تسخين قطعة معدن (مثل عين البوتوغاز) فابتداء نراها سوداء ونشعر فقط بحرارتها (هذه هي الأشعة تحت الحمراء وهي غير مرئية) ثم تبدأ بالتوهج فيصبح لونها أحمر ثم البرتقالي ومع زيادة التسخين قد تصل للون الأبيض (أشعة مرئية)، انظر الشكل 1.

شكل 1

في موضوعنا المتعلق بجسم الإنسان تبقى الأشعة المنبعثة في نطاق الأشعة تحت الحمراء ذات التردد المنخفض حيث أن جسم الإنسان يعتبر باردًا نسبيًا، أي لا يمكن أن يشع الإنسان ضوءًا مرئيا إلا إذا وصل تسخينه لمثل درجة حرارة الشمس!
 يمكن أخذ صورة للجسم باستخدام الكاميرا الحرارية (Thermographic camera) التي تستخدم الأشعة تحت الحمراء لتكوين الصورة بدلا من الأشعة المرئية كما هو الحال في الكاميرات العادية. الصور الناتجة تميز بين المناطق الباردة والدافئة بدلالة شدة الموجة الكهرومغناطيسية المرصودة وخفوتها في الكاميرات أحادية اللون أو عن طريق اختلاف الألوان في الكاميرات الأخرى، والتي تعطي للأشعة الحرارية "غير المرئية" ألوان افتراضية للتوضيح باستخدام برامج حاسوبية، فالأبيض يدل على المناطق الدافئة, الأحمر والأصفر للمتوسطة، والأزرق للمناطق الباردة (شكل 2). وللكاميرات الحرارية استخدامات متعددة في المطارات وعمليات الإطفاء والبحث عن الأشخاص المفقودين.


شكل 2

استخدم البعض حقيقة هذه الأشعة الحرارية المنبعثة من جسم الإنسان في محاولات لتفسير ما يزعمون أنها هالة الطاقة (أو هالة كيرليان) والتي يزعمون أنها تخرج من الإنسان، فهل هناك علاقة بينهما؟ لذا سنوضح فيما يلي ما مصدر الهالة المزعومة وكيف يمكن تصويرها وتفسير ذلك.


هل لجسم الإنسان هالة "طاقة"؟ وهل يمكن تصويرها؟ 
من الادعاءات القائمة أن هناك هالة من الطاقة تحيط بجسم الإنسان (Aura) وأن حجمها ولونها يتغير وفقًا لصحة الشخص النفسية والعضوية كما يمكن التنبؤ من خلالها عن بعض الأمراض أو احتمالية الإصابة بها مستقبلًا! الحقيقة أن هناك الكثير من الغموض حول ماهية هذه الطاقة وطبيعتها وكيف يمكن قياسها حيث أن جميع التفسيرات المطروحة حاليًا غير قابلة للقياس والاختبار وفق المنهج العلمي، لكن ما سنتطرق له في هذا المقال هو جهاز تصوير هالة الطاقة ويعرف بـ"كاميرا كيرليان" والذي يستخدم في محاولة إثبات وجود الهالة.
قبل البدء في شرح آلية عمل كاميرا كيرليان، لنوضح مبدأ التفريغ الكهربائي. ما منا من أحد إلا وقد شعر في بعض الأحيان بتلك اللسعة الكهربائية عند مسك مقبض الباب أو شخص آخر. يمكن رؤية تلك الشرارة في شكل 3. فكيف تحدث هذه الشرارة؟


شكل 3 

من فضل الله علينا أن الهواء الذي يحيط بنا يُعدّ عازلا كهربائياً وإلا لكنا نصعق بالكهرباء في كل حين! ومعنى أن الهواء عازل كهربائي، أي أن الذرات المكونة له متعادلة كهربائيا ولا توجد به الكترونات حرة أو أيونات، وتحت ظروف معينة يمكن أن يتحول الهواء إلى وسط موصل للكهرباء إذا استطعنا نزع إلكترونات من ذراته ليصبح لدينا الكترونات حرة وأيونات، هذه الإلكترونات الحرة يمكن أن تشكّل تيارا (الشرارة). لا يحدث هذا الأمر بسهولة لكن يتطلب قوة كبيرة لتفكيك جزئيات الهواء وتأتي هذه القوة من وجود ما يعرف بفرق الجهد. إن كان فرق الجهد كبير سوف ينزع الإلكترونات من جزيئات الهواء ويصبح الهواء موصلا كهربائيا فتسير الإلكترونات من الجزء ذا الجهد الأعلى (الإصبع المشحون بالشحنات) إلى الجهد المنخفض (المقبض). تُسمى هذه العملية بالتفريغ الكهربائي.
التفريغ الهالي (من هالة أو طيف) هو تفريغ كهربائي يحدث عند تأين ذرات الوسط المحيط بالموصل عند تحفيزه كهربائيا بتطبيق جهد عال. ويحدث التفريغ عند مرور تيار كهربائي من قطب ذو فولتية عالية إلى الهواء (الوسط) فتتأين ذرات الهواء مكونة منطقة من البلازما حول القطب الكهربائي (البلازما عبارة عن أيونات موجبة والكترونات حرة). يأتي التوهج نتيجة إعادة اتحاد الالكترونات مع الأيونات الموجبة لتشكيل ذرات متعادلة، عندما يعود الإلكترون لمستوى الطاقة الطبيعي يطلق فوتونات تعمل على تأيين ذرات أخرى.
يوضح شكل 4 تفريغ كهربائي لغازات مختلفة، وينتج عن ذلك ظهور طيف الغازات، ويمكن ملاحظة أن لكل غاز لون يميزه يعود لتركيبه الذري، أي أن كل لون هو كالبصمة للمادة التي يخرج منها.


شكل 4

تستخدم كاميرا كيرليان (Kirlian Photography) لتصوير الهالة المزعومة، وهي طريقة تصوير اكتشفها الروسي كيرليان في عام 1939 م وسُميّت باسمه. للتعرّف على المبدأ الأساسي للجهاز يمكن النظر في شكل 5. يتكوّن الجهاز من مصدر فرق جهد عالي وقطب كهربائي وفيلم تصوير ولوح زجاجي يوضع تحته شريحة معدنية موصلة للكهرباء. يوضع الجسم المراد تصويره بين القطب الكهربائي وفيلم التصوير. بتشغيل الدائرة الكهربائية يُشحن الجسم بالشحنات الكهربائية فيحدث تفريغ كهربائي بين الجسم المشحون والشريحة المعدنية فيلتقط الفيلم الشرارة الناتجة كصورة أو يرسلها لجهاز كمبيوتر. 


شكل 5

يوضح الشكل 6 صورة لإصبع شخص باستخدام طريقة كرليان. (http://webspace.webring.com/people/gl/lemagicien/kfpage/kfgalery/gal.html)، ويمكن ملاحظة أن الصورة الأولى أخذت عند وضع فرق جهد مقداره 15 VDC والصورة الثانية عند فرق جهد 30 VDC ، أي أن الهالة الناتجة عن التفريغ الكهربائي تعتمد على مقدار فرق الجهد المستخدم. ونقطة أساسية يجب توضيحها وهي أن الكاميرا لم تصور طيفا خارجا من الإصبع (هالة) ولكن صورت طيفا نتج من شحن الإصبع بمصدر كهربائي خارجي ثم التقطت تفريغ الهواء بين الإصبع المشحون والشريحة المعدنية. 


شكل 6

ولا تقتصر طريقة التصوير على الكائنات الحية ولكن يمكن تصوير الجمادات أيضا بطريقة كرليان. يوضح شكل 7 صورة كارليان لمشبك الورق الخالي من الحياة.


شكل 7

التفسير الفيزيائي
تظهر الهالة المأخوذة بكاميرا كيرليان باختلافات عشوائية في اللون والشكل ويرجع سبب هذه الاختلافات للعوامل والظروف الطبيعية المحيطة بالجسم المراد تصويره أثناء أخذ الصورة ونذكر منها:
  • في الهواء يبدو التفريغ عادةً كتوهج أزرق أو أبيض مزرق نتيجة إثارة ذرات النيتروجين  الموجودة في الهواء.

  • في حالة المجال الكهربائي المنخفض نوعا ما، يظهر لون أحمر أرجواني نتيجة تأين وإثارة ذرات النيتروجين  وأكسيد النيتروجين NO الموجودة في الهواء.
  • تظهر ومضات صفراء في هالة التفريغ نتيجة وجود ذرات صوديوم Na من ملح كلوريد الصوديوم NaCl على سطح القطب الكهربائي. (كلوريد الصوديوم أحد الأملاح الموجودة في عرق الإنسان).

  • تطاير ذرات كربون من الأقطاب الكهربائية قد يزيد من ظهور اللون الأحمر أو الأصفر.

  • تعتمد السعة الكهربائية للجسم على شكله، كما تعتمد مقاومته الكهربائية على مقاومة الجلد، لذا فإن أي تغير في السعة الكهربائية أو المقاومة يؤدي إلى تغيير توزيع الفولتية المستخدمة وبالتالي تتغير الصور الناتجة.

  • التغييرات في مقاومة الجلد خلال أخذ سلسلة من الصور تجعل الصورة تتغير تباعا، فلا يوجد ثبات في الصور.

  • اختلاف أنواع الأفلام المستخدمة (الأفلام الشفافة وغير الشفافة وكيفية توزيع الأصباغ بين الطبقات في الأفلام الملونة)، فعند استخدام الأفلام الملونة المستقطبة فإن الصورة ستظهر باللونين الأزرق والأبيض فقط.

  • مدى نظافة الأصابع ورطوبتها، فالإصبع العادي ينتج صورة مختلفة تماما عن صورة لنفس الإصبع تم تنظيفه بالكحول أو الأسيتون أو الإصبع الرطب باللعاب أو العرق.

  • نسبة الرطوبة في الغرفة.

  • ينبغي على الشخص المراد تصويره ألا يكوّن دائرة كهربائية مغلقة، أي أن يكون معزولا عن الأرض حتى لا يصاب بصدمة كهربائية وبالتالي فإن نوعية باطن الحذاء الذي يرتديه الشخص أثناء التصوير أو العازل الذي يقف عليه يمكن أن يسبب تغييرات في الصورة.

  • تختلف الصورة التي يتم التقاطها أولا عما إذا التقطت خلال أو نهاية سلسلة من الصور، فعند إرسال نبضة كهربائية واحدة يحدث توهج عشوائي لمناطق معينة في الصورة، أما عند إرسال عدة نبضات فإن الزمن بين كل نبضة وأخرى يتيح للأيونات أن تتحد من جديد وبالتالي تتوهج نقاط جديدة في الصورة، كما أن تنظيف الإصبع تدريجيا خلال التصوير يجعل الصور أكثر كثافة.
ومن الجدير بالذكر أنه إذا تم استخدام كاميرا كيرليان في الفراغ – حيث لا يوجد غاز يمكن أن يتأين- فلن تظهر لدينا صورة إطلاقًا!

نجد أخيرا أن هالة الطاقة التي يزعمون تصويرها ما هي إلا تفريغ كهربائي للوسط المحيط بالجسم المصوّر، وأن شكلها وألوانها ، التي يُدّعى بأن لها دلالات تتعلق بمشاعر الإنسان وحالته الصحية والمعنوية واستخدامها في التنبؤ والتشخيص والعلاج، ليست إلا نتيجة عوامل فيزيائية بحتة تتأثر بعوامل عديدة في المحيط يمكن التلاعب والتحكم بها. لذا لا يمكن الاستناد عليها في الحصول على معلومة صحيحة ثابتة قابلة للتكرار. 

ختاما، إن كانت الهالة المرصودة من كاميرا كيرليان يؤثر فيها عدد كبير من العوامل ولا تُظهر ثبات عند التكرار، فكيف يمكن الاعتماد عليها ومن ثم ربطها بالحالة النفسية أو المرضية.

المراجع :
  1. Paul G.Hewitt. Conceptual Physics Fundamentals, San Francisco, United States, Pearson Addison Wesley, 2008.
  2. David G.Boyers, William A.Tille, Corona discharge photography, Department of Materials Science and Engineering, Stanford University, Stanford, California 94305. 17 January 1973.
  3. kipedia.http://en.wikipedia.org/wiki/Thermographic_camera#Theory_of_operation , http://en.wikipedia.org/wiki/Corona_discharge
  4. http://astarmathsandphysics.com/ib-physics-notes/thermal-physics/ib-physics-notes-radiation.html
  5. http://electronics.howstuffworks.com/gadgets/high-tech-gadgets/nightvision1.htm
  6. https://www.ph.utexas.edu/~coker2/index.files/kirlian.shtml
  7. http://www.quackwatch.org/01QuackeryRelatedTopics/kirlian.html
  8. http://www.skepdic.com/kirlian.html 

Monday, August 18, 2014

Home…

It comes naturally to children the desire to play. Running outdoors to enjoy the sunshine, laughing as a breeze plays with their hair and building a sand castle on the beach. All families allowed their children to fulfil their natural desire to play outdoors except one family. This family kept their children indoors at all times. It might seem cruel, but there is a story behind this.   

Once upon a time there was a man named Pal. He lived in a house that his ancestors lived in for hundreds of years. A house that he holds lots of pride in. A house that its key has been passed on from one generation to another. Pal lived in a peaceful city. He and his family planted olive trees and fished in the sea. A life that seemed perfect and joyful. A life that most of us can relate to. A roof over our head, a job to sustain us, and family and friends to enjoy happy moments with. 

One odd day a man named Brit knocked on Pal’s door. Brit told Pal that he is no longer capable of running his own home. Brit will take over and manage Pal’s house. Although Pal complained but under a shot gun there wasn’t much he could do. Pal thought that this situation might end soon if he can prove he is capable of running his own home. Unfortunately, Pal wasn’t given a chance.

Under the mandate of Brit a strange thing happened. A Polish friend of Brit, named Zion, came to visit him. Zion said that he wanted a house to live in. Brit replied that he had the right house for him. It is a house under his custody. There was just one problem, its owner! Pal still lived in his home. Zion assured Brit that he is capable of kicking the rightful owner out of the house and take it over. Brit and Zion agreed and Brit signed the house to Zion. 

One dark night Zion attacked Pal’s house. Pal and his family were startled and didn’t know what was happening. Zion was shouting “get out! get out!”. Pal’s kids were crying of fear and his wife was trying to calm them down. Pal said “but this is my home, I have nowhere else to go”. At this moment Pal received a hard hit with Zion’s rifle. Pal fell on the floor and his wife and kids ran towards him. Pal’s teenage son couldn’t handle seeing his dad beaten. His blood boiled as he saw a grin on Zion’s face. He couldn’t help but run toward Zion like a raging lion but how much bravery can last in front of a rifle’s barrel. It was not long before a sound of a bullet shot was heard. Pal’s teenage son was shot by Zion. 

Red blood started covering Pal’s home. Screams, tears and fears filled the air. Pal and his teenage son were on the floor and the rest of the family in shock. Heartless Zion didn’t even soften when blood was gushing from the boy’s heart. He went on demanding to get out of the house. Pal put an effort to stand up and walked toward his son to pull him away. Pal told his family to leave the house and run for their safety while he pulled his injured son. The family left and on their way out tried to grab whatever they can from their belongings. Time didn’t allow them to take much. It all felt like a dream, but in reality they are now in the back yard of their home. 

The family needed a roof over their heads in that dark cold night. The only roof out there was that of the shed in their back yard. Pal and his family took shelter in the shed. There were little facilities in there, but at least it is a place to stay until they understand what happened and care after their wounded son. There was not much that they could have done for their son. It was only moments before he passed away. The family spent the whole night around their murdered son. In their hearts was anger and fear mixed with grief and mourning. It all seemed like a nightmare. They couldn’t make any sense of it all. 

It was painful to have to bury such a young man, but it was a must. They had to wait till the morning to do that. The following day Pal tried to leave the shed to arrange for this son’s burial. As he opened the shed’s door, gun shots were fired towards him. He realised that he will not be allowed to leave the shed. He will forever be imprisoned in there. An eternal siege. This realisation was not accepted by Pal’s other children. They insisted to fight this imprisonment but for now they have to bury their brother under the shed.  

Day after day Pal’s children tried to open the door and run toward their home. A reunion that seemed impossible for they are constantly faced with guns. They didn’t have weapons to fight back and free their home from its robbers. Their weapons were only rocks they collected from their back yard. Rocks thrown toward Zion were met by live bullets. It might seem as an unbalanced power, but Pal’s children knew that truth is the greatest power of all. For sure if people heard their story they would rule justice for them. They will be freed and their home be given back to them. If only their voice could be heard! Since a voice can be very threatening, Zion made sure that Pal’s children are never seen nor heard. Not only that, but Zion also thought that maybe by wearing a white collar he could hide his crime from people and remove any suspicions toward him.  

The years went by yet the situation has not changed. Pal and his family longed for their home. When Pal’s new born children grew up they kept asking their dad why are they in this crowded shed? Why can’t they go out to play? Pal used to take them to the cracks in the shed’s wall and show them their ancestors home. He showed them its key that he still possess. A key that he kept hanging on the shed’s wall. Pal’s children couldn’t give up their dream of returning one day to their home. They were determined to fight or die in that cause even if no one out there supported them. 

Zion had family living in every corner of the world. He called upon them to migrate to his newly occupied home after he settled in it. They accepted and moved in with him. The house became crowded and an expansion deemed necessary. Zion built an extension to the house. This took a big piece of land from the back yard. Expansion after expansion brought Zion to the door steps of the shed. Pal and his offspring need to be harassed to evacuate or killed to clear the land. 

Zion thought that with time Pal and his family will give up their quest to take back their home. With time even Pal’s neighbours will forget that it was Pals’ house and start calling it Zion’s house. Although more than sixty years have passed and Pal is no longer among the living, his offspring still could see their home from the shed’s cracks and still called it home. It was impossible to forget. Zion’s offspring also followed their father’s footsteps. They continued to hold the gun to protect the house they stole.

The Pals constant resistance gave the Zions no rest. A resistance that must be stopped at any price if Zion’s expanding family could enjoy their stolen house. The Zions started to imprison anyone from the Pals who dare to leave the shed or fight to get their home back. Some of the Pals were taken away as prisoners by the Zions to locations not known and visits not allowed. Not only that but the Zions built a tall wall to stop the Pals from coming near their home. A wall that will deprive them from even seeing their home. 

The Zions used every weapon possible to terminate the Pals, but they were not able to. More than sixty years have passed and the battle continues. A battle between the Zions who came from Poland to steel a house and the Pals who still possess its key.

If you were in Pal’s shoes and someone drove you out of your home under the force of a shot gun, what would you do? Would you leave your home and look for another place to live? Or would you continue to fight back to reclaim it? You might think that it is more sensible to take it back through law, as it is more befitting a civilised world. Pal and his offspring have been calling for more than 60 years on the law to have their home back. How many more years does the law needs to bring justice to Pal’s case. How many more years before Pal can take his key and open the front door of his rightful home?

Help the Pals to return home!


------------------------------------
Pal: Palestine
Zion: Zionist state of Israel
Shed: Gaza and the west bank 
Brit: British government
Law: International law









   




              

Thursday, July 10, 2014

الطاقة والذبذبات: أسئلة تبحث عن إجابات

كثُر الحديث عن الطاقة والذبذبات، واختلف موقف الناس بين مصدق ومكذب، لذا رغبت في كتابة هذا المقال لعله يكون بابا للتفكير الناقد فيما يُطرح

وقبل البدء أسأل الله أن تكون نية هذا العمل ما ذكره الإمام الشافعي "ما ناظرت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق ويسدّد ويُعان ويكون عليه رعاية من الله وحفظ، وما ناظرت أحدا إلا ولم أبال بيّن الله الحق على لساني أو لسانه"، وكما قال الحسن ابن الهيثم "الواجب على الناظر في كتب العلوم، إذا كان غرضه معرفة الحقائق، أن يجعل نفسه خصما لكل ما ينظر فيه، ويجيل فكره في متنه وفي حواشيه ويخصمه من جميع جهاته ونواحيه، ويتهم أيضا نفسه عند خصامه فلا يتحامل عليه ولا يتسامح فيه" 

من النقاط الجوهرية في أي دراسة أو بحث علمي أو حتى نقاش اجتماعي هو الارتكاز على المعلومة الصحيحة. 

السؤال الأول: أين نجد المعلومات الصحيحة؟
للإجابة على هذا السؤال سنستعرض كيف تُضاف المعرفة للمحتوى العلمي؟ أي كيف تتنقل أعمال الباحثين ونتائجهم من المعامل والمكاتب إلى الكتب والدوريات والموسوعات العلمية.
يتم ذلك عبر نشر نتائج البحوث، والتي تتبع منهج البحث العلمي، في الدوريات العلمية المحكمة. 
يٌنسب انشاء منهج البحث العلمي للعالم الحسن ابن الهيثم، حيث كان من أوائل من دعوا لاستخدام التجارب المعملية كبديل للفكر النظري الفلسفي وأيضا التأكد من الوصول لنفس النتائج عند تكرار التجربة، أي ثبات ومصداقية النتائج
يرتكز منهج البحث العلمي على أربعة ركائز:
  1. صياغة قضية البحثوهو السؤال الذي سيدفع الباحث للتنقيب في المصادر العلمية عن آخرين قاموا بالبحث عن إجابة لهذا السؤال حسب المنهج العلمي.
  2. وضع فرضيةبعد البحث المبدئي لصياغة السؤال يكون الباحث قادرا على وضع فرضية سيسعى لإثباتها أو دحضها من خلال بحثه وتجاربه.
  3. القيام بالتجربةيقوم الباحث بتصميم تجربة للنظر في أن ما يحدث في الحياة متوافق مع الفرضية التي وضعها، ولهذه التجارب شروط يجب استيفائها عند القيام بها، منها أن يكون القياس محايدا ولا يميل لإظهار نتيجة معينة دون أخرى، وأن هناك معايرة للأجهزة لتكون القراءات دقيقة وصحيحة، وأن الجهاز يقيس ما نريد قياسه، وتحديد المتغيرات الثابتة والمستقلة والتابعة وتكرار التجربة عدة مرات للتأكد من ثبات النتائج، وأخيرا حساب نسبة الخطأ في النتائج.
  4. تحليل النتائج: ويشمل ذلك دراسة النتائج وهل هي منطقية أم لا، وهل مستوى الثقة بها عالي، وهل تتوافق مع ما سبق اثباته وإن كانت لا تتفق هل يوجد تفسير منطقي لذلك.
بعد الانتهاء من البحث يقوم الباحث بكاتبة ورقة علمية عن بحثه ونتائجه ويقوم بإرسالها لمجلة علمية في مجال تخصص البحث. هذه المجلات تعين محكمين من المتميزين في التخصص (عددهم اثنين أو ثلاثة أو أكثر) لمراجعة البحث والنتائج. في الغالب يكون هناك مداولات ونقاش حول البحث للتأكد من النتائج وبعد اتفاق المحكمين على صحة البحث تُعطى الموافقة للنشر في المجلة العلمية وبهذا تُضاف المعرفة الجديدة للمحتوى المعرفي. أي نتائج تزعم أنها علمية ولا تتبع هذا المنهج العلمي  تُصنف على أنها "علم زائف".
بعض الباحثين يدفعهم، بعض الأحيان، الحماس غير المحمود فيتخطون طريقة النشر العلمي المتعارف عليها ويلجؤون للصحف والتلفاز والمجلات العامة والانترنت لنشر نتائجهم، وفي الغالب تكون النتائج ركيكة وغير متحقق منها. وعندما يحاول العلماء تكرار التجربة للحصول على النتائج المزعومة، لا يتمكنوا من ذلك. ومن الأمثلة الشهيرة على ذلك زعم الحصول على الاندماج النووي في درجة حرارة الغرفة في عام 1989 م وزعم اكتشاف جسيم له سرعة أعلى من سرعة الضوء في الفراغ عام 2011 م.   

السؤال الثاني: ما دورنا كمتابعين مما نسمع عنه من اكتشافات ومزاعم؟
نسمع يوميا من يزعم أن لديه وصفة لعلاج السرطان، أو حبوب لتخفيض الوزن في أسبوع، أو حجر يمكنه أن يمدك بالطاقة، أو عبارات يمكن أن تجعلك ثريا وغيرها كثير، فكيف نحدد موقفنا منها؟
هناك خطوات يمكن أن نتبعها للتحقق من تلك المزاعم لكي لا نقع ضحية جهلنا، مثلا ينبغي:
  1. التعرف على مصدر المعلومة وهل هو مصدر موثوق؟
  2. أين نشرت النتائج؟ هل فقط في وسائل الإعلام والمجلات العامة أم في المجلات العلمية المحكمة؟ وهل هي منطقية وتتوافق مع ما تم اكتشافه إلى الآن؟
  3. بغض النظر عما إذا كانت النتائج المزعومة تتوافق مع قناعاتنا، فإن المنهج العلمي الرصين هو المرجع في إثبات القضايا العلمية.
  4. في حال أشكل علينا الفهم فعلينا سؤال أهل الاختصاص ليتم امتحان هذه المزاعم من قبل جهات موثوقة مختلقة للتحقق من صحتها.

السؤال الثالث: هل يخرج من جسم الإنسان ذبذبات أو موجات كهرومغناطيسية؟
يزعم البعض أن جسم الإنسان له ذبذبات أو يشع موجات كهرومغناطيسية، وأن هذه الموجات هي منشأ التوافق أو التنافر بين الناس ومنشأ العين التي يُصاب بها البشر ويمكنها  التأثير في الأشياء باستخدام القوى العقلية.
فللتأكد من هذا الزعم يمكننا طرح الأسئلة أعلاه.
ما هو مصدر الدراسة التي تقول بذلك وأثبتته؟ هل هي منشورة في مجلة علمية محكمة؟ يمكن معرفة ذلك بالبحث في قواعد البيانات الإلكترونية والتي تضم عددا كبيرا من المجلات العلمية المحكمة، مثل Science Direct  أو Scopus 
يُستشهد باسم الدكتور ويليم تيلير كفيزيائي يبحث في علم الطاقة النفسية. الدكتور تيلير متقاعد من جامعة ستانفورد ومتخصص في علم المواد. للدكتور تيلير حاليا بعض المقاطع والكتب والمحاضرات والتي تتحدث عن الطاقة النفسية Psychoenergetics. .  السؤال الآن هو هل له نشر علمي رصين في هذا المجال؟ بالبحث في المجلات العلمية يتبين أن للدكتور نشر كبير في علم المواد وهو علم قائم حقيقي ولكن لم أجد له نشر علمي في الطاقة النفسية غير بحث واحد عن تغير معامل حموضة الماء. تم نشر هذا البحث في مجلة Journal of Scientific Exploration  وهي مجلة تلاقي نقدا كبيرا في الأوساط العلمية وهي ليست من ضمن المجلات التي يعتد بها في المجال العلمي وخصوصا وأنها ليست مقرة ضمن مجلات Web of Knowledge مثلا.
فالسؤال المطروح هل كرر أحد تجربة الدكتور تيلير بحسب المنهج العلمي فحصل على نفس النتيجة؟ الله أعلم فلم أجد بحثا منشورا يؤيد ذلك.
مثال آخر هو الدكتور كابرا مؤلف كتاب Tao of Physics فهو فيزيائي من جامعة بيركيلي في الفيزياء النظرية له نشر علمي في الفيزياء النظرية ولكن في ربط الهندوسية بميكانيكا الكم ليس له سوى كتب للعامة، وهنا وجب التفريق بين النشر العلمي المحكم وبين وضع الإنسان أراءه الفلسفية، غير المستندة على تجارب، في كتاب غير محكم علميا.
نعود لموضوع زعم خروج ذبذبات أو موجات كهرومغناطيسية من الإنسان. منذ أكثر من مائة عام بدأ الإنسان التعرف على الطيف الكهرومغناطيسي وتصنيفه ووضعه في تطبيقات عديدة مثل المذياع والتلفاز والجوالات وفي علاج السرطان وتصوير كسور العظام وغيرها من التطبيقات الكثيرة والمتنوعة.
يوضح الشكل أدناه الطيف الكهرومغناطيسي. جزء من الطيف مرئي، أي يمكن أن نراه بالعين المجردة وهي جميع الألوان التي نراها من الأحمر إلى البنفسجي، أما باقي الموجات الكهرومغناطيسية فهي غير مرئية ونحتاج أجهزة إلكترونية تعمل ككواشف لهذه الأشعة لتبين لنا وجودها. 
  

كل موجة كهرومغناطيسية نستطيع معمليا رصدها ووصفها ومعرفة ترددها وطولها الموجي ومقدار الطاقة التي تحمله، بالتالي إذا كان جسم الإنسان يصدر موجات كهرومغناطيسية فبالتأكيد يمكن رصدها
مثبت علميا أن جسم الإنسان يُصدر موجات تحت حمراء، وهي الحرارة التي يصدرها الجسم ويمكن رصدها بواسطة كاميرا حرارية، كما في الشكل أدناه. هذه الحرارة ناتجة عن العمليات الكيميائية التي تحدث في الجسم أثناء حرق الغذاء وانتقال الدم والحركة الميكانيكية للأعضاء، مع التنبيه على أن هذه الألوان التي تظهر في الصورة ليست ألوان حقيقة، لأن الأشعة تحت الحمراء غير مرئية، وهنا تتدخل البرامج الحاسوبية في إعطاء الموجات المختلفة ألوان مختلفة لتسهيل تميزها بالنظر. 


ومع أنّ جميع الكائنات، الحية منها و غير الحية تصدر موجات كهرومغناطيسية لكون درجة حرارتها أعلى من الصفر المطلق، إلا أن من يزعم بأن الإنسان له طاقة إيجابية وسلبية، ويصدر موجات كهرومغناطيسية غير الحرارة، لم يقدم  وصفا علميا حول تلكم التجارب. ففي أي مجال من الطيف الكهرومغناطيسي تقع تلك الموجات؟ وما مصدرها؟ وما وصفها، أي طولها الموجي وترددها وطاقتها؟ وما هو الكاشف الإلكتروني الذي رصدها؟ كيف تتغير من شخص لآخر؟ ما العوامل التي تجعلها تتضخم أو تتضاءل؟ هذه الأسئلة ليست لها إجابات في المراجع العلمية المحكمة.

السؤال الرابع: هل كل جهاز يمكن الاستناد على قراءاته علميا؟
لنأخذ مثال جهاز كشف الكذب. هذا الجهاز غير معتمد في المحاكم رغم أنه يعطي قياسات فلماذا هو غير معتمد؟ الجواب ببساطة أن المجرم المحترف بذكائه يمكنه أن يتحايل على هذا الجهاز بالتحكم في أعصابه فيقلل توتره وتنفسه، بينما الصادق نتيجة خوفه وتوتره قد يحكم الجهاز بكذبه وهو صادق. عدم الدقة في الرصد أو وجود عوامل عديدة تتحكم في النتيجة غير موجودة مثلا في جهاز أشعة اكس، والذي سيظهر كسر في العظام سواء كان الإنسان متوترا أو خائفا أو كاذبا أو صادقا.  

السؤال الخامس: ما هو دافع الدكتور ويليم تيلير للبحث في الطاقة النفسية؟
في مقابلة للدكتور لويليم تيلير، بين أن دافعه للبحث في هذا المجال هو أن العلم أصبح ماديا وتم فصل العلم عن الدين والإيمان وفصل الجسد والمادة عن الروح، لذا هو يبحث في الجانب الروحي للإنسان وللكون ويريد رصده، لكن أليس ذلك محاولة جعل الجانب الروحي ماديا أيضا يمكن لمسه وقياسه؟
وبعيدا عن التجارب العلمية، فإننا نحن البشر تمر بنا أيام يزيد فيها الإيمان أوينقص، نتأرجح بين القبض والبسط وبين الذنب والطاعة، والله سبحانه وتعالى الستير يستر علينا فلا يعلم من البشر ما بدواخلنا وفقط الله سبحانه وتعالى (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) ألن يكون من كشف الستر أن يستطيع بشر ما أن يعلم ما بدواخلنا أو يتحكم بها؟ في ظل عدم وجود دليل علمي يناقض ذلك. 

السؤال السادس: ما هي الخلاصة؟
ما زالت هناك أسئلة لم يُجاب عليها. 
فهل العين حق؟  الجواب: نعم
هل يحدث تخاطر وتشعر الأم أحيانا بقلق عند وقوع مكروه لأبنائها؟ الجواب: ممكن
هل تفسير ذلك خروج موجات كهرومغناطيسية من الإنسان؟ لم يثبت العلم ذلك عبر بحث علمي رصين
إذا ما تفسير كل ذلك؟ الله أعلم. قد نكتشفه بعد المزيد من البحث العلمي أوقد نصل للتسليم بأنها تندرج تحت (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
كثيرا ما أتساءل ما الذي يبحث عنه المهتمون في مجال الطاقة النفسية والروحية؟  يبحث  تيلير وكابرا وكروتكوف عن الروحانية، عن الصلة بخالق هذا الكون. المهتمون بالطاقة الروحية من المسلمين عن ماذا يبحثون؟ إن كان البحث هو لإيجاد وسيلة لسبر أعماق الإنسان والاستفادة من جميع قوى الإنسان أفلا يكون في هذا الحديث القدسي كفاية؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:  (إن الله تعالى قال : من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه)


ختاما: 
إن التسرع في ربط الغيبيات والإيمانيات بظواهر علمية، لم تثبت إثباتا علميا رصينا، قد يكون ضرره أكبر من نفعه، فمثلا لو لم يجد العلماء موجات تخرج من عين العائن فهل سينفي هذا حقيقة العين؟ ويندرج تحت هذا أيضا محاولة ربط ما جاء بالقرآن والحديث بظواهر علمية لوجود تشابه في مصطلح ما لإثبات إعجاز علمي للقرآن والسنة.  

إن لنا في سيدنا ابراهيم عليه السلام أسوة حسنة، فعندما بدأ رحلته لتعريف قومه على خالقهم، نظر فيما حوله واستخدم التفكير الناقد وطرح الأسئلة ودراسة الأدلة ومقارنتها بما هو مشاهد إلى أن أوصل قومه بالحجة إلى الحق.

(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77)).

إن ديننا الإسلامي هو دين العلم، فأول أمر لنا هو (اقرأ) وتلته أوامر بالتفكر والتدبر، فلنبدأ من هنا. 

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم زدنا علما والحقنا بالصالحين، اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.