ماذا يدار في مجالس الشباب
والفتيات؟
قد نتساءل ما هي المواضيع التي
يتناولها الشباب والفتيات في مجالسهم. قد لا نعلم بالتأكيد ولنكن بالامكان أن
نخمن.. قد تكون:
التفكير في المستقبل – البحث عن
وظيفة – كيف يجتازوا الاختبارات – التخرج – المعدل الدراسي الثقيل الذي يحتاج إلى
محاولات مستميتة لرفعه – الأساتذة اللذين يدرّسونهم – أين تكون سهرة الليلة؟ – آخر
فيلم صدر – أحدث فيديو كليب – مطعم يقدم طعام لذيذ – مقارنة بين المقاهي – لعبة X-box مثيرة – علاقات عاطفية – بيع
وشراء الجولات واكسسواراتها – أحدث قصات شعر – الانترنت ومواقع جديدة – أحوال
العالم – نكت وفكاهة – السيارات – الكمبيوترات والبرامج الجديدة – دورات إنجليزي
وحاسب آلي – أوضاع العالم – آبائهم وأمهاتهم – الواسطة – محاضرة ممتعة – كتاب صدر
حديث – مواضيع جرائد اليوم – التشات – شكوى الحال – الزواج – التفكير في مشروع
تجاري – المكافأة الشهرية – الديون – إيجار السكن – الفواتير – الإسلام – القرآن –
الوسائل التي يمكن تستخدم للتحايل على الأهل للخروج من المنزل – المراكز التجارية
– عمل تطوعي – رياضة – السفر – القنوات الفضائية – صناعة الحياة أو المساهمة فيها
– التفحيط- سباق السيارات – أفضل ورش لتصليح السيارات – أحدث خطوط الموضة من دور
الأزياء العالمية – التنافس ليكون المظهر cool – السياسة – أمن البلاد – الاقتصاد
– أوضاع المسلمين في العالم – أخبار اليوم - .......
قد لا نكون نجحنا في حصر جميع
المواضيع ولكن على أقل تقدير أعتقد أننا قد ذكرنا أكثر من نصفها.
السؤال الآن ما الفائدة من معرفة
المواضيع التي تدار في مجالس الشباب والفتيات ؟
للإجابة على هذا السؤال سوف اذكر
قصة من التاريخ رواها الأستاذ عمرو خالد في إحدى محاضراته بتصرف.
على مدى العصور كان لعلماء
الاجتماع دور كبير في دراسة المجتمعات لمعرفة اهتمامات الشعوب وما دلالة ذلك وكيف
يمكن الاستفادة من هذه المعلومات لأغراض معينة.
عندما أقام المسلمون الدولة
الأموية في الأندلس واستتب الأمن بين الناس على مختلف دياناتهم ومذاهبهم بإقامة
العدل ازدهرت العلوم وأصبحت قرطبة وغرناطة وأشبيلية عواصم للعلم والثقافة والفن. بالطبع لم يرق ذلك لملوك الشمال الصليبين الذين كانوا يسعون للقضاء على المسلمين
وطردهم من شبه الجزيرة الأسبانية. وبالطبع كأي دولة تريد أن تخوض حربا ستحاول هذا
الدولة اختيار الوقت المناسب للحرب والذي سيقلل من خسارتها المادية والبشرية. فماذا فعل ملوك الشمال؟ أرسلت دولة الشمال البعثات تلو البعثات لدراسة الشعوب
المسلمة واهتماماتها والأحاديث التي تدار في مجالسها وخصوصا أحاديث مجالس الشباب
لأنهم يمثلون شريان الحياة لأي مجتمع وقوته وخط دفاعه. عندما وصلت البعثات الأولى
وبدأت عملها بتدوين أحاديث المجالس الشبابية وجدت أن معظم المواضيع المتناولة كانت
مراجعة ما حُفظ من القرآن وتفسيره ورواية الأحاديث ودراسة صحتها. رجعت البعثة
الأولى وقالت لملوك الشمال أن الوقت غير مناسب لغزو الدولة المسلمة وأن عملية
الغزو في ذلك الوقت سيكبد دولة الشمال خسائر جسيمة. قررت دولة الشمال الصبر لعدد
من السنوات مع عدم نسيان هدفها وهو إزالة الدولة المسلمة. مرت بعض الأعوام فأُرسلت
بعثات جديدة لتدوين مواضيع مجالس الشباب مرة أخرى. فهل تغيرت أم مازالت الاهتمامات
هي نفسها؟ بعد التقصي والمتابعة وجدت البعثات أن معظم أحاديث الشباب كانت حول
مسابقات المبارزة بالسيوف وقصص الشجاعة والانتصارات. رجعت البعثات بتقريرها لملوك
الشمال مفاده أن الوقت مازال لم يحن للغزو ويجب الانتظار مزيدا من الزمن. غابت البعثات
عن شباب الدولة المسلمة لبعض السنين ثم عادت لتكملة عملها في مراقبة أحاديث مجالس
الشباب. في هذه المرة سجل المراسلون أن الشباب في مجالسهم يتحدثون عن العشق
والغرام وبعضهم يجلس على قارعة الطريق يبكي على هجر المحبوبة. عندها رجع المراسلون
مبتهجين لملوك الشمال ليبلغونهم أن الوقت قد حان وأن الهجوم الآن سيكون نتيجته
النصر بأقل الخسائر الممكنة. بالطبع باقي القصة وما آلت إليه تلك الدولة المسلمة
معروفة للجميع.
يا ترى لو أرسلت بعثات
لتدوين ما يدار من أحاديث في مجالس الشباب والفتيات اليوم (وبالتأكيد هي موجودة
لأنها وسيلة استخدمت على مر العصور) فماذا سيُكتب في تقاريرهم؟
الإجابة على هذا السؤال سيحدد مصير
الأمة.
فيا ترى ماذا تحب أن تكون المواضيع
التي تدار في مجالس الشباب والفتيات؟
وحيث أن الحب ليس كافيا ماذا ستفعل
وماذا ستفعلين لتكون مواضيع المجالس مواضيع تحقق النصر للأمة الإسلامية؟
تترك الإجابة لشريان هذه الأمة
وقلبها النابض وخط دفاعها الأول.. إلى كل شاب وفتاة.
No comments:
Post a Comment