كيف يُصنع الانسان؟
قد
يأخذنا التأمل في أحوال الناس الى التساؤل.. كيف يُصنع الإنسان؟ مالذي جعل هذا
الانسان عظيما وذاك يعيش على هامش الحياة.. هذا يهز العالم وذاك يهتز في كل لحظة..
هذا شجاع مقدام وذاك جبان خذول.. هذا يضيء
شمعة لينير الظلام وذاك يلعن الظلام صباح مساء..
سؤال
يستحق أن نقف عنده للحظة لأهميته..
ما
منا من أحد إلا ويرغب في أن يكون ذلك العظيم الشجاع المقدام الذي يهز العالم ويضيء
الشمعة في الظلام.. والسؤال كيف أصبح كذلك؟
قد
تكون الاجابة سهلة نجدها في الكتب أونستطيع كتابتها في هذا المقال ولكن اخراج هذه
الاجابة الى أرض الواقع هو مكمن الصعوبة ومفتاح التغيير..
للوصول الى مبتغانا يجب علينا أن نمر في ثلاث
مراحل.. المرحلتان الأوليتان هي شخصية محضة لا يستطيع القيام بها سوى ذلك الشخص
الراغب في التغيّر أما الثالثة فستجد الكثيرين الراغبين في مساعدتك لاجتيازها..فما هي هذه المراحل؟
المرحلة
الأولى: الارادة
وهي
تختلف كثيرا عن الرغبة.. فالرغبة حديث النفس ولا تتجاوز حد الكلام فقط ولكن
الإرادة هي التي تؤدي للعمل.. قال تعالى: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له العدة).
المرحلة
الثانية: التضرع إلى الله
اللجوء
إلى الحكيم العليم بذلك القلب الصادق الخاشع المعلن عن عجزه والراغب في عون الله.
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يقضي عليه اجتهاده
المرحلة
الثالثة: الصبر على عملية الطرق المستمر
عند
تشكيل أي مادة خام يجب أن تخضع هذه المادة لعملية الطرق المستمر وكلما زاد عدد
مرات الطرق كلما أخذت هذه المادة شكلا أجمل باعتبار أن الطارق فنان ماهر.
ومن
هنا يظهر مكمن الاختلاف بين البشر..كم عدد المرات التي تعرض فيها هذا الإنسان
لعميات الطرق.. طرق العقل لتقويم الفكر وطرق الوجدان لتقويم الشعور وطرق السلوك
لتقويم الأخلاق؟ إن كل تجربة نمر بها وكل احتكاك نتعرض له سيساهم في تشكيلنا..فهل سنصمد
للطرق ونسعى له أم سنتراجع ونهرب منه؟
أخي.. أختي..ما عليك سوى أن تقطع المرحلتين الأوليتين وستجد بعدها المخلصين من أمتك ، والذين يسعون لتكون ذلك الفنان الماهر ، يقفون لك عند منتصف الطريق
لـيأخذوا بيدك ويضعوا في طريقك كل ما يساهم في تشكيلك لتصبح ذلك الإنسان الذي تطمح أنت
إليه والذي سيفتخرون هم به.
يقول
المثل الصيني "إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحا. وإذا أردت أن تزرع لعشر
سنوات فازرع شجرة. أما إذا أردت أن تزرع لمئة سنة فازرع إنسانا".
ولكن تذكر أن أمتك لا تستطيع ملاقاتك عند أول الطريق واجتياز النصف
الأول من الطريق قرار بيدك أنت وحدك..فهل سيكون اللقاء عند منتصف الطريق؟ وهلا اقحمت
نفسك ودفعتها لعمليات الطرق المستمر؟
إذا
كان جوابك بنعم فأنا على يقين من أنك ستتلمّس الفرق في نفسك وعندها تذكّر قول الله
تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم)
أما
إذا كان جوابك بلا فعندها سننتظر جوابك على السؤال كيف يُصنع الإنسان؟
No comments:
Post a Comment