Tuesday, December 25, 2012

كيف يُصنع الانسان؟

قد يأخذنا التأمل في أحوال الناس الى التساؤل.. كيف يُصنع الإنسان؟ مالذي جعل هذا الانسان عظيما وذاك يعيش على هامش الحياة.. هذا يهز العالم وذاك يهتز في كل لحظة.. هذا شجاع مقدام وذاك جبان خذول.. هذا  يضيء شمعة لينير الظلام وذاك يلعن الظلام صباح مساء..
سؤال يستحق أن نقف عنده للحظة لأهميته..
ما منا من أحد إلا ويرغب في أن يكون ذلك العظيم الشجاع المقدام الذي يهز العالم ويضيء الشمعة في الظلام.. والسؤال كيف أصبح كذلك؟
قد تكون الاجابة سهلة نجدها في الكتب أونستطيع كتابتها في هذا المقال ولكن اخراج هذه الاجابة الى أرض الواقع هو مكمن الصعوبة ومفتاح التغيير..
 للوصول الى مبتغانا يجب علينا أن نمر في ثلاث مراحل.. المرحلتان الأوليتان هي شخصية محضة لا يستطيع القيام بها سوى ذلك الشخص الراغب في التغيّر أما الثالثة فستجد الكثيرين الراغبين في مساعدتك  لاجتيازها..فما هي هذه المراحل؟
المرحلة الأولى: الارادة
وهي تختلف كثيرا عن الرغبة.. فالرغبة حديث النفس ولا تتجاوز حد الكلام فقط ولكن الإرادة هي التي تؤدي للعمل.. قال تعالى: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له العدة).
المرحلة الثانية: التضرع إلى الله
اللجوء إلى الحكيم العليم بذلك القلب الصادق الخاشع المعلن عن عجزه والراغب في عون الله.
                إذا لم يكن عون من الله للفتى          فأول ما يقضي عليه اجتهاده
المرحلة الثالثة: الصبر على عملية الطرق المستمر
عند تشكيل أي مادة خام يجب أن تخضع هذه المادة لعملية الطرق المستمر وكلما زاد عدد مرات الطرق كلما أخذت هذه المادة شكلا أجمل باعتبار أن الطارق فنان ماهر.
ومن هنا يظهر مكمن الاختلاف بين البشر..كم عدد المرات التي تعرض فيها هذا الإنسان لعميات الطرق.. طرق العقل لتقويم الفكر وطرق الوجدان لتقويم الشعور وطرق السلوك لتقويم الأخلاق؟ إن كل تجربة نمر بها وكل احتكاك نتعرض له سيساهم في تشكيلنا..فهل سنصمد للطرق ونسعى له أم سنتراجع ونهرب منه؟
أخي.. أختي..ما عليك سوى أن تقطع المرحلتين الأوليتين وستجد بعدها المخلصين من أمتك ، والذين يسعون لتكون ذلك الفنان الماهر ، يقفون لك عند منتصف الطريق لـيأخذوا بيدك ويضعوا في طريقك كل ما يساهم في تشكيلك لتصبح ذلك الإنسان الذي تطمح أنت إليه والذي سيفتخرون هم به.
يقول المثل الصيني "إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحا. وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة. أما إذا أردت أن تزرع لمئة سنة فازرع إنسانا".
ولكن تذكر أن أمتك لا تستطيع ملاقاتك عند أول الطريق واجتياز النصف الأول من الطريق قرار بيدك أنت وحدك..فهل سيكون اللقاء عند منتصف الطريق؟ وهلا اقحمت نفسك ودفعتها لعمليات الطرق المستمر؟
إذا كان جوابك بنعم فأنا على يقين من أنك ستتلمّس الفرق في نفسك وعندها تذكّر قول الله تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم)
أما إذا كان جوابك بلا فعندها سننتظر جوابك على السؤال كيف يُصنع الإنسان؟

Wednesday, November 7, 2012



بين الصمت والكلام

نقضي حياتنا في التردد بين الصمت والتعبير.. يلازمه حيرة في التميز بين حدود الحكمة والجنون.. الشجاعة والجبن.. العقلانية والتهور.. اللباقة والوقاحة..وهذه الحدود قد تبدو ضبابية وقد يُختلف في تعريفها.. ويلازم ذلك كله، خوف من أن تصدر علينا الأحكام والإسراع في تنفيذ العقوبات قبل التحقق من النيات أو توضيح المفردات أو تتمة الحكايات. في رحلة البحث عن حدود التميز،لا يوجد مقرر مدرسي للتعليم  ولكنها مدرسة الحياة والتي قد تكسر النفوس وتجرح المشاعر في محاولة لترسيخ الدروس وتثبيت العبر..  نهاية المطاف، إما نتألم ونتعلم أن لا نتكلم أو نتألم ونتعلم كيف نتكلم أو فقط نتألم.

Friday, January 20, 2012

المدافعة

المدافعة
قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) فالمدافعة أثرها ايجابي فهي تصرف الفساد.. فقد يضيق عليك من حولك في العمل أو المجتمع تضيقا يدفعك إلى التحرك.. وقد يحبك من حولك ويشجعك فيدفعك إلى التحرك.. في كلا الحالتين النتيجة واحدة وهي التحرك وهو ايجابي فانظر لجميع أمورك (تضيقا أو تشجيعا) بإيجابية لأنها جميعها دافعا للتحرك والإصلاح ودفع الفساد.وبما أنه لا محالة أنك إما دافع أو مدفوع وبما أن لك خيار في طريقة دفعك فلتكن ممن يدفع بالحب والتشجيع لأنها طريقة معلمنا صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين.

الحرارة والطاقة والعمل

الحرارة والطاقة والعمل
 لكي تتحرك الأشياء لابد من توفر طاقة قادرة على التغلب على قصور الكتل ومقاومة المحيط.. ولا يختلف الإنسان عن هذه الأشياء، فهو يحتاج لتلك الطاقة الدافعة داخليا وخارجيا. الطاقة الداخلية الإنسانية ما هي إلا تلك الشعلة المتقدة في قلب الإنسان والتي تحترق فتنتج الحرارة اللازمة للحركة، ولكن ليس شرطا أنها ستحركه. فمثلا، في قدر الضغط، الحرارة المحتبسة في الداخل قد تنضج الطعام وقد تحرقه ولكنها لن تحرك القدر قيد أنملة، ولولا تنفيس البخار قليلا لانفجر القدر وتلف تلفا يستحيل إصلاحه. على النقيض من ذلك، الآلة البخارية. فالحرارة الداخلية بها تجد لها منفذ يقابله توربين يساعد على تحريك ما يظن أنه غير قابل للتحرك.
بيئة العمل قد تكون قدر ضغط أو آلة بخارية. قد تحرق الإنسان أو قد تساعده لإخراج طاقته الداخلية بطريقة فعالة ومطلوبة في تحريك العالم وبناء التنمية. بما أن الإنسان وطاقته الداخلية مورد وفير، يظل التحدي هو توفر الفن القيادي والإداري القادر على تحويل قدور الضغط إلى آلات بخارية نستمتع بسماع هديرها بدلا من أنينها.

Thursday, January 19, 2012

keep an eye on your heart..

keep an eye on your heart..


Life is full of different battles
Some you'll win others will rattle

Some you'll fight on your own
Some with others can be thrown

Some will bruise like sticks & stones
Other might even break your bones

 all of battles are just nauseous 
If the heart can only be cautious

For if the heart is not sound
No victory will ever be found

So protect your heart & do not fall
For your heart what matters after all!!
 

هي لحظة ولكن....

هي لحظة ولكن....


قبل حوالي خمسين عاما كانت هناك طفلة صغيرة تدرس في المرحلة الابتدائية في الصف السادس. للعالم قد تكون طالبة كأي طالبة في الفصل ولكن لمعلمتها كانت شيئا آخر. لم تستطع معلمتها أن تتجاهل بريق عينيها والذي كان يشع كلما تفتق في ذهن طالبتها فكرة جديدة أو تعلمت شيئا مثيرا. كانت هذه الطالبة تحب مادة الحساب أكثر من أي مادة أخرى ففيها كانت ترى التحدي ففي سباق حل المسائل الحسابية ، والذي كانت تقيمه المعلمة لكسر الجمود في الفصل ولجعل المادة ممتعة ، كانت هذه الطالبة الصغيرة تحصل على المركز الأول دائما.
في يوم ما جلست المعلمة تتأمل طالباتها فلقد أوشك عامهم الدراسي على الانتهاء وما هي سوى أيام ويتقدمن لامتحان الشهادة الابتدائية وبعد اجتيازه سينتقلن للمرحلة المتوسطة. سألت المعلمة نفسها "يا ترى ماذا سيكن بناتي في المستقبل؟" تعددت الإجابات في ذهنها ولكن في قرارة نفسها كانت متيقنة أن طالبتها المحببة إليها تلك الطالبة الذكية سيكون لها مستقبل مشرق.
بعد بضعة أيام جاءت المعلمة وطلبت من جميع الطالبات أن يذهبن للإدارة لملئ استمارات التقدم لامتحان الشهادة الابتدائية. خرجت الطالبات جميعهن من الفصل وبقيت تلك الطالبة الذكية. اقتربت منها المعلمة وقالت لها لماذا لم تذهبي مع زميلاتك لملئ استمارتك؟ أرخت تلك الطالبة رأسها منكسرة وقالت والداي يقلن أن الفتاة يكفيها أن تتعلم للمرحلة الابتدائية فلا حاجة لي لدخول الاختبار لأني لن أكمل تعليمي. صدمت المعلمة بهذا الخبر فهذه الطالبة تتوقع لها مستقبل عظيم فكيف تذهب هذه الموهبة هدرا. فكرت المعلمة قليلا وقالت للفتاة هل منزلكم بعيد عن المدرسة؟ أجابت الطالبة لا. قالت لها المعلمة اذهبي إلى المنزل واحضري والدتك معك سريعا. خرجت الفتاة تجري للمنزل وقالت لوالدتها أن المعلمة تريدها لأمر ضروري. حضرت الوالدة وأخذت المعلمة تحدثها وتقنعها بأهمية أن تكمل ابنتها تعليمها وكيف أن ابنتها طالبة متميزة ويجب أن لا تحرم من هذه الفرصة. اقتنعت الأم بذلك وقالت لها ولكن يجب أن يوافق والدها فهو صاحب الأمر. التفتت المعلمة للفتاة وقالت لها هل تعرفي أن تصلي لمكان عمل والدك؟ أجابت الفتاة نعم. قالت لها اذهبي سريعا واحضريه. خرجت الفتاة تجري نحو مقر عمل والدها تتضارب في عقلها الصغير صور عن مستقبلها. هل يا ترى ستكون العام القادم مع زميلاتها في المدرسة المتوسطة؟ أم ستكون جالسة في المنزل؟ وصلت تلك الفتاة إلى والدها فتفاجأ من منظرها فسألها هل هناك أمر جلل؟ قالت لا ولكن معلمتي تريد التحدث معك وطلبت مني إحضارك سريعا. استأذن الوالد من عمله وأخذ دراجته الهوائية واجلس ابنته أمامه وبدأ بالتحرك نحو المدرسة. عندما وصل وجد زوجته والمعلمة بانتظاره فأخذت المعلمة تقنعه بأن لا يجعل هذه الفرصة تضيع من ابنته وكيف أن ابنته تحمل معها موهبة كبيرة يجب أن تستغل وأن لا تحرم من تلقي مزيدا من العلم والذي تتعطش هذه الفتاة للاستزادة منه. تمكنت تلك المعلمة من إقناع الوالد كما أقنعت الوالدة من قبل. قال الوالد للمعلمة: "ماذا علينا أن نفعل الآن؟" قالت المعلمة: "هناك استمارة يجب أن تملأها الطالبة ويجب أن تحضر صورة شخصية لها ولكن يجب أن يتم هذا بأقصى سرعة لأن ساعي بريد وزارة التعليم سيأتي بعد قليل لأخذ الاستمارات وإذا لم تقدم الاستمارة قبل مغادرته فلن تتمكن الطالبة من دخول الاختبار". بدأ القلق يسيطر على الجميع فمتى سيتم عمل ذلك كله. قالت المعلمة للوالد سوف أعبئ الاستمارة للطالبة نيابة عنها وأنت خذ ابنتك للتصوير سريعا وسأحاول مماطلة الموضوع لحين عودتكم.
بدأت المعلمة بملأ الاستمارة بينما أخذ الوالد ابنته مسرعا على دراجته باتجاه أستوديو التصوير. أُخذت الصورة سريعا وقال المصور لهم يجب أن ينتظروا حتى تجف الصورة ولكن لم يكن هناك وقت يمكن إضاعته. أخذت الفتاة الصورة ووضعتها على راحة كفيها الصغيرين وجلست أمام والدها على دراجته وحتى لا تقع لفّ والدها ذراعه حول وسطها لأن كفيها متعلقة بالصورة. كانت طوال الطريق تنفخ عليها لتجف ويعاونها في ذلك الريح نتيجة لسرعة قيادة والدها. وما أن وصولوا إلى المدرسة حتى وجدوا المعلمة تنتظرهم عند باب المدرسة مع ساعي بريد وزارة التعليم المتذمر والذي ورائه الكثير من الأعمال وملّ من الانتظار. أخذت المعلمة الصورة سريعا من الطالبة وألصقتها بالاستمارة وسلمتها لساعي البريد والذي تنفس الصعداء لأن فرجه قد أتى. ركب ساعي البريد دراجته ورحل.
التفتت المعلمة للفتاة الصغيرة وابتسمت لها وقالت: "اذهبي الآن واستعدي للامتحان فيجب أن تحصلي على درجات عالية". لم تتسع الدنيا لفرحة هذه الفتاة في تلك اللحظة والذي أخذها والدها على دراجته لتوصيلها إلى المنزل لتبدأ بالمذاكرة.
تلك الفتاة أنهت المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعة والماجستير والدكتوراة بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وكرمه وهي الآن معلمة قديرة زرعت حب العلم مع علو الأخلاق في طالباتها.
هذه القصة واقعية..قصة معلمتي الحبيبة قصتها عليّ عندما جلسنا أنا وهي يوما ما نتحدث عن كيف يمكن  للحظة أن تغير مجرى حياة إنسان. 

تخيل لو اكتفت المعلمة فقط بإعطاء الدروس لطالباتها متجاهلة أي شيء آخر؟
تخيل لو لم تكترث هذه المعلمة بمصير تلك الفتاة؟
تخيل كيف لحظة ، من قلب محب يعرف رسالته وهدفه في الحياة ويريد أن يحدث فرقا ، غيرت مجرى حياة إنسان!!
يا ترى هل كنت يوما ما سببا في تغير مجرى حياة إنسان للأفضل؟ أم نتيجة عدم اهتمامك غيرت حياته للأسوأ؟
يا ترى هل سيذكرك طالبك يوما ما ويحكي لطلبته كيف أنك يوما ما غيرت مجرى حياته فذكرك بدعوة في ظهر الغيب ترى أثرها في آخرتك..

ربما هناك من ينتظر منك لحظة تقف فيها لتسانده..
ربما هناك من ينتظر منك لحظة تلقي عليه كلمة تدفعه للأمام..
ربما كان هناك من ينتظر لحظة تبتسم فيها له فتزرع الأمل في قلبه..
هي لحظة ولكن هل ستفطن لها؟!
ربما....


هل تحتاج إليّ ؟!

هل تحتاج إليّ ؟!

قادني مقالي السابق وردود الأشخاص لمزيد من التأمل والتساؤل فأطلقت لفكري عنان التخيل..
تخيل لو أنك كنت شخصا أثقلتك الأعباء حتى كلّت ذراعاك وأنت تحملها وانحنى ظهرك تحت وطأتها فلم تعد تذق للحياة طعم .. حتى الابتسامة تبذل الجهد الجهيد لإخراجها فتخرج متعبة حزينة..
وقفت تتلفت وتنظر من حولك تترقب من يعين..تدعو الله أن يرزقك بأخ كما رزق موسى عليه السلام بأخيه هارون لتشدد به أزرك..
عندها رأيت إنسانا ما يمكن أن يعينك ولكن لم تتعود يوما ما على الطلب أو خشيت أن تثقل عليه أو تحرجه بسؤالك..
في تلك اللحظة حادثت نفسك ووبختها وصبّرتها وجبرتها على تحمل المزيد وأمرتها أن تتوقف عن تسلية حالها بأمل قدوم المعين.. استعنت على الشقاء بالله وفوضت أمرك لله وحثثت نفسك على إكمال المسير..
تخيل لو في هذه اللحظة فاجأك ذلك الإنسان بسؤاله لك "هل تحتاج إليّ؟"
وإن كان قلبك المتعب سيبدأ بالابتهاج إلا إنه من الطبيعي ستعتذر بلطف وترجع نفسك من أرض الأحلام لأرض الواقع بعد سعادة لحظات..
ولكن تخيل لو أن هذا الإنسان لم يكترث بردك اللطيف وقال سأقوم عنك بفعل كذا وكذا ولم يترك لك حتى فرصة للرد.. فتتلعثم عباراتك بالامتنان ولا تدري كيف ستكافئ ذلك الإنسان.. فتشعر عندها أن ذراعاك الكلّة أصبح لديها قوة جديدة لم تدري أنك كنت تمتلكها وظهرك المنحني بدأ يستقيم والأثقال التي كانت عليه أصبح وزنها كوزن الريشة  وابتسامتك بدأت تتلون بألوان السعادة..
أما صاحب الجميل من قال لك "هل تحتاج إليّ؟ " والذي ظننت أنك سترهقه تركك وهو سعيد فرح مثلك لأنه تذكر قول رسولنا صلى الله عليه وسلم المبعث رحمة للعالمين : " لأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في مسجدي شهرا" وقال أيضا : "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عندما تجد الجرأة على قول "أنا محتاج إليك" تذكر أن هناك من يستعفف عن الطلب وينتظر منك بتلهف أن تبادره بقول "هل تحتاج إلي؟"
ولكن لا تنسى.. يجب أن لا تنتظر الرد. 

أنا محتاج إليك!!


أنا محتاج إليك!!

تخيل لو أن شخصا ما قال لك "أنا محتاج إليك" ، وعندما قالها أحسست بصدق طلبه وخالص رغبته . فهو فعلا محتاج إليك يطلب منك أن تأخذ بيده .. تشد من أزره .. تعيره سمعك .. تفتح له قلبك .. تُعمل له فكرك .. تبذل له وقتك .. فيا ترى ماذا سيكون ردك؟!
أكاد أجزم أن الجميع – إلا ما ندر – لن يستطيع أن يقاوم سحر هذه الكلمات وسيسعى في الحال للاستجابة لهذا الطلب الصادق بكل ما أُوتي من قوة .. فالمشغول سيجد الوقت وإن كان على سبيل راحته .. والضعيف سيجد القوة وإن كان في الأصل لا يمتلكها. فالنفس البشرية جُبلت على حب الخير وحب المساعدة .. جبلت على أخلاق النخوة والشهامة.

تخيل لو أن المعلم قال لطلبته "المستقبل محتاج لكم!!"
تخيل لو أن الطلبة قالوا لمعلمهم "نحن محتاجون لعلمك وتفانيك ورأفتك!!"
تخيل لو قال المجتمع للعالِم "نحن محتاجون لفكرك وعقلك!!"
تخيل لو قال العالِم للتاجر "أنا محتاج لدعمك ومساندتك!!"
تخيل لو قال الأباء لأبنائهم "نحن محتاجون لكم" بدلا من "الله لا يحوجنا لكم"
تخيل لو قال الأبناء لأبائهم "نحن نحتاج حبكم ودعمكم وإنصاتكم"
تخيل لو قال الزوج لزوجته "أنا محتاج لصبرك وتفهمك"
تخيل لو قالت الزوجة لزوجها "أنا محتاجة لتقديرك واحترامك"
تخيل لو قال الوطن لأبنائه "أنا محتاج لكم .. فمستقبلي بدونكم مظلم .. وساعدي دون سواعدكم ضعيف .. وسيري دون طاقتكم بطيء...."
يا ترى كيف سيكون الحال عندها؟!
بالطبع سيكون المجتمع مجتمعا يشدُّ بعضه بعضا .. إذا تعبت أنت فسأسندك أنا وإذا تعبت أنا فستكون أنت السند لي .. سيكون المجتمع كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم "كالبنيان المرصوص" .. بناء شامخا صلبا لا ثغرة في صفوفه ولا جفوة بين أفراده .

للنفوس البشرية مفاتيح وعبارة "أنا محتاج إليك" أحدها ولكن لن يعمل هذا المفتاح ما يتوقع منه إلا إذا شعرت هذه النفوس بصدق في المقال وشفافية في التعامل ومحبة خالصة في القلب .
ولا نستهين بعد اليوم بجملة قصيرة تتكون من ثلاث كلمات ، فقد تكون هذه الجملة المتواضعة الحنونة المخلصة سببا في حل مشاكل ظُنَّ أنها مستعصية الحل .

ماذا يدار في مجالس الشباب والفتيات؟



ماذا يدار في مجالس الشباب والفتيات؟


قد نتساءل ما هي المواضيع التي يتناولها الشباب والفتيات في مجالسهم. قد لا نعلم بالتأكيد ولنكن بالامكان أن نخمن.. قد تكون:
التفكير في المستقبل – البحث عن وظيفة – كيف يجتازوا الاختبارات – التخرج – المعدل الدراسي الثقيل الذي يحتاج إلى محاولات مستميتة لرفعه – الأساتذة اللذين يدرّسونهم – أين تكون سهرة الليلة؟ – آخر فيلم صدر – أحدث فيديو كليب – مطعم يقدم طعام لذيذ – مقارنة بين المقاهي – لعبة X-box  مثيرة – علاقات عاطفية – بيع وشراء الجولات واكسسواراتها – أحدث قصات شعر – الانترنت ومواقع جديدة – أحوال العالم – نكت وفكاهة – السيارات – الكمبيوترات والبرامج الجديدة – دورات إنجليزي وحاسب آلي – أوضاع العالم – آبائهم وأمهاتهم – الواسطة – محاضرة ممتعة – كتاب صدر حديث – مواضيع جرائد اليوم – التشات – شكوى الحال – الزواج – التفكير في مشروع تجاري – المكافأة الشهرية – الديون – إيجار السكن – الفواتير – الإسلام – القرآن – الوسائل التي يمكن تستخدم للتحايل على الأهل للخروج من المنزل – المراكز التجارية – عمل تطوعي – رياضة – السفر – القنوات الفضائية – صناعة الحياة أو المساهمة فيها – التفحيط- سباق السيارات – أفضل ورش لتصليح السيارات – أحدث خطوط الموضة من دور الأزياء العالمية – التنافس ليكون المظهر cool – السياسة – أمن البلاد – الاقتصاد – أوضاع المسلمين في العالم – أخبار اليوم - .......
قد لا نكون نجحنا في حصر جميع المواضيع ولكن على أقل تقدير أعتقد أننا قد ذكرنا أكثر من نصفها.
السؤال الآن ما الفائدة من معرفة المواضيع التي تدار في مجالس الشباب والفتيات ؟
للإجابة على هذا السؤال سوف اذكر قصة من التاريخ رواها الأستاذ عمرو خالد في إحدى محاضراته بتصرف.
على مدى العصور كان لعلماء الاجتماع دور كبير في دراسة المجتمعات لمعرفة اهتمامات الشعوب وما دلالة ذلك وكيف يمكن الاستفادة من هذه المعلومات لأغراض معينة.
عندما أقام المسلمون الدولة الأموية في الأندلس واستتب الأمن بين الناس على مختلف دياناتهم ومذاهبهم بإقامة العدل ازدهرت العلوم وأصبحت قرطبة وغرناطة وأشبيلية عواصم للعلم والثقافة والفن. بالطبع لم يرق ذلك لملوك الشمال الصليبين الذين كانوا يسعون للقضاء على المسلمين وطردهم من شبه الجزيرة الأسبانية. وبالطبع كأي دولة تريد أن تخوض حربا ستحاول هذا الدولة اختيار الوقت المناسب للحرب والذي سيقلل من خسارتها المادية والبشرية. فماذا فعل ملوك الشمال؟ أرسلت دولة الشمال البعثات تلو البعثات لدراسة الشعوب المسلمة واهتماماتها والأحاديث التي تدار في مجالسها وخصوصا أحاديث مجالس الشباب لأنهم يمثلون شريان الحياة لأي مجتمع وقوته وخط دفاعه. عندما وصلت البعثات الأولى وبدأت عملها بتدوين أحاديث المجالس الشبابية وجدت أن معظم المواضيع المتناولة كانت مراجعة ما حُفظ من القرآن وتفسيره ورواية الأحاديث ودراسة صحتها. رجعت البعثة الأولى وقالت لملوك الشمال أن الوقت غير مناسب لغزو الدولة المسلمة وأن عملية الغزو في ذلك الوقت سيكبد دولة الشمال خسائر جسيمة. قررت دولة الشمال الصبر لعدد من السنوات مع عدم نسيان هدفها وهو إزالة الدولة المسلمة. مرت بعض الأعوام فأُرسلت بعثات جديدة لتدوين مواضيع مجالس الشباب مرة أخرى. فهل تغيرت أم مازالت الاهتمامات هي نفسها؟ بعد التقصي والمتابعة وجدت البعثات أن معظم أحاديث الشباب كانت حول مسابقات المبارزة بالسيوف وقصص الشجاعة والانتصارات. رجعت البعثات بتقريرها لملوك الشمال مفاده أن الوقت مازال لم يحن للغزو ويجب الانتظار مزيدا من الزمن. غابت البعثات عن شباب الدولة المسلمة لبعض السنين ثم عادت لتكملة عملها في مراقبة أحاديث مجالس الشباب. في هذه المرة سجل المراسلون أن الشباب في مجالسهم يتحدثون عن العشق والغرام وبعضهم يجلس على قارعة الطريق يبكي على هجر المحبوبة. عندها رجع المراسلون مبتهجين لملوك الشمال ليبلغونهم أن الوقت قد حان وأن الهجوم الآن سيكون نتيجته النصر بأقل الخسائر الممكنة. بالطبع باقي القصة وما آلت إليه تلك الدولة المسلمة معروفة للجميع.
 يا ترى لو أرسلت بعثات لتدوين ما يدار من أحاديث في مجالس الشباب والفتيات اليوم (وبالتأكيد هي موجودة لأنها وسيلة استخدمت على مر العصور) فماذا سيُكتب في تقاريرهم؟
الإجابة على هذا السؤال سيحدد مصير الأمة.
فيا ترى ماذا تحب أن تكون المواضيع التي تدار في مجالس الشباب والفتيات؟
وحيث أن الحب ليس كافيا ماذا ستفعل وماذا ستفعلين لتكون مواضيع المجالس مواضيع تحقق النصر للأمة الإسلامية؟
تترك الإجابة لشريان هذه الأمة وقلبها النابض وخط دفاعها الأول.. إلى كل شاب وفتاة.

بداية متجددة

بداية متجددة


قبل عام .. قبل عامين .. أو قد تكون قبل عشر
كنت تمشي بابتسام في روض يملؤه الزهر
كان يحدوك نور ضوءه ضاهى القمر
أراك سناه حمرة الورد الندي .. أراك ثمر الشجر
فأبحرت في خيالك ترسم لوحة غد أغر
فيه بناء وعمار .. فيه أمل يتحدى الصخر
فعزمت على المسير في نهار وليل وسحر
ذلك النور دليلك.. مبتغاك.. وبه تقتفي الأثر
طال سيرك ..كلَّ الذراع .. حفيت الأقدام وانحنى الظهر
نظرت حولك فلم ترى زهر أينع ولا نما ثمر
شاع في فضائك ظلام أدمى القلب الشجي فانتحر
فتوقفت عن مسيرك وأسندت على قارعة الطريق الظهر
تمضي السنين مسرعة وأنت مكانك تنتظر القدر
يا أخي .. اطرق السمع لقلب محب طال صبره لك وانتظر
ترنو إليك عيناه من بعيد فيهفو إليك القلب والسمع والبصر
أخي لماذا ركعت لهذا الظلام؟! ألا ترى ذلك النور أم ضعف النظر؟!
أخي .. قم ..انزع  عنك رداء اليأس وقف عن لوم الدهر
لا تقل فات الأوان .. لا تقل عملك كان هدر
قد تكون أنت زارع ويكون غيرك جان للثمر
انظر إلى الروض حولك عاود زرعك وتعهدك الزهر
أخي .. عد لسالف عهدك وأبهج قلوبا لك تنتظر
فأنت لها نور شمس وفي ظلام الليل أنت القمر


استروا ما واجهتم

استروا ما واجهتم
يقال أنه في يوم من الأيام ... وسالف العصر والأوان ...
كان هناك مسافر عبر الصحراء يركب فرسه بأمان...
ومع عناء السفر قرر المسافر أن يستريح فنام ...
وما أن استيقظ حتى اكتشف أن فرسه قد هرب...
هاله الموقف فراح يجري من مكان إلى مكان..
بحثا عن ذلك الفرس الهارب..
وعندما شعر باليأس في ايجاد الفرس..
بدأ السير في الصحراء على الأقدام ..
متحملا لهيب الشمس وحرارة الكثبان..
وفي لحظة من اللحظات شاهد في الآفاق فارس يركب على خيله قادما باتجاهه..
لم يتمالك صاحبنا نفسه من الفرح...صاح: "لقد جاء الفرج!!!"
فصرخ للفت انتباه الفارس الراكب..
وما أن اقترب منه حتى نزل الفارس لنجدة صاحبنا ... فهذه من شيم الرجال!!!!
ولكن للأسف لم يعلم الفارس بنية صاحبنا المبطنة...
فعلى حين غرة دفع صاحبنا الفارس أرضا وركب بسرعة على فرس الفارس وانطلق مسرعا..
صاح به الفارس: "انتظر.... انتظر... أنا لا أريد فرسي ولكن اطلب منك شيء واحدا فقط" ..
وقف صاحبنا  بعيدا ليستمع .. فهو يخشى من الفارس أن يقترب..
فقال الفارس: "اطلب منك شيئا واحدا لا أتعداه .. وهو أن لا تُحدّث أحد من العرب بقصتك وعما فعلته بي لأني أخشى أن تموت المرؤة بين الناس"

يبدو أن صاحبنا لم يفي حتى بهذا الطلب وإلا لما وصلت القصة إلينا!!!
*********
كلماتنا قد تكون مجرد كلمات وقصصنا قد تكون مجرد قصص ولكن بالتأكيد لها تأثير عظيم في مجتمعاتنا التي نشيعها فيه..
فإما ستبعث كلماتنا الأمل وإما ستشيع اليأس..
إما ستنشر الطهر وإما ستلوثه بالفساد..
إما ستحطم الأمم وإما ستبنيها..

هي كلمة ...
فلتكن كما علمنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"

عند الأزمة

عند الأزمة
في يوم من الأيام كان هناك فريق عمل له مهمة...
مهمته كانت أن يصل إلى القمة...
وكان الفريق يتكون من خمسة أشخاص هم عثمان وغسّان وحسّان ونعمان ورئيسهم فوزان..
بدأ الفريق العمل باجتهاد..
وكل يدلُ بدلوه مما أعطاه الله إيّاه وجاد...
ويوما ما حدث ما لم يكن في الحسبان...
صاح الرئيس فوزان...
هلموا إليّ فورا يا عثمان وغسّان...
وأحضرا معكما حسّان ونعمان...
فجاء الرجال على عجل...
ووجدوا الرئيس غاضبا فَعُرِفَ أن الأمر جلل...
قال الرئيس من منكم قام بتلك الزلة التي لا تغتفر...
وكدر مزاجي وأصابني بالقهر...
فنحن في أزمة فكيف المفر؟!!
قال عثمان لست أنا المخطئ ولكنه غسّان...
صاح غسان تبّا لك يا عثمان أنا دائما أتَّـبع أوامر حسّان...
نظر الرئيس وقال كيف فعلت ذلك يا حسّان...
قال حسّان سيدي فوزان أنا كنت في إجازة فليس لي يد فيما كان...
قال الرئيس إذا لا بد أنه أنت يا نعمان...
اعترف قبل فوات الأوان...
قال نعمان سيدي أنا فقط متدرب أفعل ما يأمر به الأخوان...

ومرت الساعات...
والجميع يتبادل اللائمات...
ولم يفكر أحدهم ويقول...
ليس المهم الآن أن نصل إلى الأصول...
إنه وقت البحث عن الحلول...
فنحن في أزمة تقع عائقا في طريقنا إلى القمة...
ولكن ذلك ما كان...
فتفكك الفريق وفشلت المهمة...
واحسرتاه لم يصل الفريق إلى القمة...
...............
فإذا كنت يوما ضمن فريق...
وحدث أن أمسى فريقك في ضيق...
فكن فارس الموقف...
لا تلقي على أحد الملامة...
ولكن ابحث لفريقك عن درب السلامة J
...........
لنسعى أن لا يكون حوارنا (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون)